الخميس 23 رجب 1446هـ - 23 يناير، 2025

  • الرئيسية
  • /
  • /
  • ما أبرز مكاسب تركيا من الحرب الروسية الأوكرانية؟

ما أبرز مكاسب تركيا من الحرب الروسية الأوكرانية؟

img

الأحد, 10 أبريل, 2022

مكاسب الحرب بشكل عام بسيطة ووقتية ومتقلبة بتغير الظروف. لكن يمكن لتركيا الاستفادة من الحرب الروسية الأوكرانية على المستوى السياسي إذا استطاعت دعم أوكرانيا دون فقدان علاقتها مع روسيا. حتى تتمكن من إصلاح الخلافات مع حلفائها في الناتو وخاصة الولايات المتحدة. والسؤال هنا: ما أبرز مكاسب تركيا من الحرب الروسية الأوكرانية؟

كيف تستفيد تركيا من الحرب الروسية الأوكرانية؟

منذ تنصيب الرئيس الأمريكي جو بايدن أبدت أنقرة رغبتها في تحسين العلاقات مع واشنطن. حيث لعبت تركيا دوراً واضحاً في مناورات حلف الناتو بالبحر الأسود. كما بدأت في إصلاح العلاقات مع إسرائيل الحليف الرئيسي للولايات المتحدة. وجاءتها الفرصة لإصلاح أكبر من خلال الحرب الروسية الأوكرانية.

لهذا السبب فإن الدعم التركي لأوكرانيا لا يجب أن يقتصر فقط على الحدّ من توسع القوة الروسية. ولكن أيضاً لإظهار قدرة تركيا أمام واشنطن وحلفائها في الناتو على كونها شريكاً موثوقاً. وأن لها دوراً مهماً ومؤثراً في الدفاع عن مصالح الحلف متى اقتضى الأمر ذلك. وهو المكسب الأول لتركيا من الحرب.

ما يؤشر على قدرة تركيا على تحقيق هذا المكسب أنه مع تزايد الأوضاع سوءاً في أوكرانيا انحازت أنقرة لمنتقدي روسيا. وتحركت بشكل طفيف تجاه الغرب. وأعربت عن دعمها لأوكرانيا. ودعت روسيا إلى “التوقف الفوري عن هذا العمل الجائر وغير القانوني”. وانضمت إلى تصويت الأغلبية بالجمعية العامة للأمم المتحدة لإدانة روسيا.

ما هي مكاسب تركيا من الحرب؟

من جهة أخرى تزداد قدرة تركيا على تحقيق مكاسب من الحرب. مع وصف أنقرة للوضع في أوكرانيا بأنه حرب. وهو وصف مقصود. لأنه يسمح لها بتنفيذ المادة 19 من اتفاقية مونترو. والتي تجعل تركيا قادرة على منع السفن الحربية الروسية من العبور من البحر الأبيض المتوسط إلى البحر الأسود.

لكن هل يمكن لتلك الإيماءات أن تعالج الشكوك العميقة بين أنقرة وواشنطن. خاصةً أن تركيا تواصل علاقتها مع روسيا في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى جعل موسكو منبوذة؟. الوقت هو من سيجيب على هذا السؤال؟

من ناحية أخرى ألغت الحرب في أوكرانيا قواعد اللعبة للعديد من السياسات الأوروبية. وأبرزها ما يتعلق بالعلاقة مع تركيا. وأبرزت الحاجة إلى زيادة التعاون مع تركيا في الأمن والدفاع. في هذا الإطار أصبح توسيع الاتحاد الأوروبي ضرورة مُلحة. وقد يُغيّر الوضع في أوكرانيا قواعد اللعبة.

ومع تقدم أوكرانيا بطلب الحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي. وترحيب الأخير بذلك. بل وتقدمت مولدوفا وجورجيا بطلبات مماثلة. وموافقة الدول الأعضاء على توسيع الاتحاد. ومع إرسال البرلمان الأوروبي وثمانية أعضاء موافقتهم بالفعل. تكون الموافقة على انضمام تركيا لليورو أقرب من أي وقت مضى. وهو المكسب الثاني من الحرب.

المكسب الثالث للحرب بالنسبة لتركيا هو مكسب سياسي أيضاً. يأتي في تحريك الملفات الراكدة منذ فترة طويلة بين أنقرة وموسكو. مثل الملف الليبي والملف السوري. فلا يجب أن ننسى أن دعم تركيا لأوكرانيا لا يعني أن تكون أنقرة عدواً لروسيا. بل فقط يجعلها تمتلك نفوذاً في مواجهة روسيا بالملفات السابقة.

كما يمكن لأردوغان أيضاً التواصل مع بوتين. وهذه الاتصالات لا تُقدّر بثمن بالنسبة لأوروبا وحلف الناتو في ظل الجهود المبذولة لوقف إراقة الدماء. وكان الاجتماع بين وزيري خارجية أوكرانيا وروسيا الشهر الماضي في مدينة أنطاليا التركية يصبّ في هذا الاتجاه. وهو مكسب رابع لأنقرة من الحرب.

الخلاصة أنه إذا لم يُقنع الغزو الروسي لأوكرانيا قادة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وحلف الناتو بأن هناك حاجة ملحّة للتعاون مع تركيا. فلن يحدث هذا التعاون أبداً.




المنشورات ذات الصلة