هدد قائد قوات فاغنر الروسية “يفغيني بريغوجيني” بالانسحاب من مدينة باخموت الأوكرانية بحلول 10 مايو الجاري. وطلب من الجيش الروسي إرسال قوات لتملأ الفراغ الذي ستتركه قواته. وذلك احتجاجاً على عدم إمداد قواته بالذخيرة المطلوبة. حيث يقول بأن قواته لم تستلم إلا 32% من حاجتها من الذخيرة خلال الأشهر السابقة.

ما دلالات تهديد قوات فاغنر بالانسحاب؟

في الحقيقة هذا التهديد يشير إلى تصدع في الجبهة الروسية. خاصةً أن قوات فاغنر تقول بأنها رصدت تحركات أوكرانية نشطة. مما يشير إلى احتمال وجود هجوم معاكس مباغت قد يسفر عن خسارة روسيا للمدينة. وعلى الرغم من أن الكرملين ينفي وجود أي تصدع في الجبهة. إلا أن تصريحات “بريغوجيني” تؤكد هذا الأمر.

من جهة أخرى يبدو أن موسكو لا تزود فاغنر بالذخيرة الكافية كونها لا ترغب أن تحقق الأخيرة نصراً في باخموت بعدما فشل الجيش الروسي في تحقيق أي إنجازات في الآونة الأخيرة. فهي تزودها بذخيرة كافية للحفاظ على المناطق التي تسيطر عليها. لكنها لا تزودها بذخيرة كافية للقيام بهجوم. فالكرملين يرغب بالمحافظة على خريطة السيطرة الحالية.

بالإضافة إلى ذلك تحاول موسكو التقليل من أهمية تصريحات “فاغنر”. وتقول بأنه بالفعل انتهت مهمتها في مدينة باخموت. وأن وظيفتها لم تكن احتلال المدينة. بل استدراج القوات الأوكرانية إليها. وحالياً بات بإمكانها الانسحاب بعدما أدت مهمتها. في ذات الوقت هاجم دبلوماسيون روس “بريغوجيني” بالقول: إنه ليس قائد فاغنر وإنه لا يمتلك خبرة عسكرية.

من ناحية أخرى هناك احتمال بأن تكون تصريحات “بريغوجيني” محاولة لخداع القوات الأوكرانية واستدراجها لهجوم فاشل على باخموت. ومن ثم مفاجأتها والاستيلاء على ما تبقى من المدينة بحلول عيد النصر الروسي في التاسع من مايو الجاري.

لكن إعلان الرئيس الشيشاني رمضان قديروف عن جاهزية قواته للحلول مكان قوات فاغنر. وجاهزيتها لاحتلال ما تبقى من مدينة باخموت. يشير إلى جدية تهديدات “بريغوجيني”. وأنه بالفعل قد يسحب قواته في العاشر من مايو الجاري.

على الرغم من جدية تهديدات قوات فاغنر. إلا أنه من المستبعد أن تنفذ تهديدها. فهي لا تقوى على مواجهة سياسية مع الكرملين. كما أنه معروف عن قائدها كثرة تصريحاته العشوائية. ولكن من المتوقع أن تعالج موسكو مطالبه بزيادة الذخيرة. مع حرصها على ألا يتفوق عسكرياً على قوات الجيش الروسي.