الأربعاء 22 رجب 1446هـ - 22 يناير، 2025

  • الرئيسية
  • /
  • /
  • ما تأثير الحرب الروسية الأوكرانية على الاقتصاد السوري؟

ما تأثير الحرب الروسية الأوكرانية على الاقتصاد السوري؟

img

الثلاثاء, 15 مارس, 2022

29

مع بدء الحرب الروسية الأوكرانية عانت الأسواق السورية. وبالتحديد التي تخضع لسيطرة النظام. من أزمة طاحنة. ارتفاع أسعار الغذاء والدواء واللحم منذ الحرب بنسبة 300%. وشح بعض السلع على رأسها الزيت والسمن. حيث بلغ سعر لتر الزيت 15 ألف ليرة بارتفاع بنسبة 100%. مقارنةً بسعره قبل 10 أيام. والسؤال هنا: ما تأثير الحرب الروسية الأوكرانية على الاقتصاد السوري؟

 

لماذا تضرر النظام السوري من الحرب الروسية على أوكرانيا؟

تضرر النظام السوري من الحرب الروسية على أوكرانيا لأن النظام السوري الحليف الأول لروسيا عربياً. ويعتمد عليها في تأمين السلع الغذائية الأساسية مثل القمح وغيره. كما أن العقوبات المفروضة على موسكو سوف تؤثر على سوريا بشكل أكبر. لأن الاقتصاد السوري يعاني في الأساس.

كما أن روسيا تبيع منتجاتها لحكومة دمشق بأسعار زهيدة وأحيانا مجاناً. ومما يزيد الطين بلة في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام انتشار تجار الحروب والمحتكرين الذين يثيرون البلبلة. ويرفضون بيع السلع الأساسية في مثل هذا التوقيت وقبل دخول شهر رمضان. أملاً في تحقيق مكاسب مادية أكبر.

يأتي هذا متزامناً مع تجاهل نظام الأسد لتلك الأزمات. خاصة في المدن المعارضة له كنوع من العقاب للثوار. كما تتزايد الاتهامات للنظام بعقد صفقات مع تجار ومستوردي الزيوت لأجل رفع سعرها. حيث يسعى النظام إلى احتكار الزيت وبيعه في المنافذ الحكومية بأسعار مرتفعة.

 

ما تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على سوريا؟

من أسباب ارتفاع أسعار السلع الغذائية في سوريا أيضاً: الإتاوات والرشى التي يدفعها التجار لحواجز النظام السوري. التي تنتشر على طول الطريق بين سوريا والعراق منفذ البضائع الواردة لسوريا. بالإضافة إلى عمليات تهريب البضائع. وجميعها مشكلات مسؤول عنها نظام بشار الأسد الذي لم يكتفِ بهذا بل أعلن دعمه لروسيا.

من جهة أخرى فإن تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية من المتوقع أن تؤثر على قطاعات أخرى. مثل النقل وأسواق المال والتأمين والإمداد الدولي. بالإضافة إلى قدرة النظام على توريد مشتقات الطاقة. ومنها الوقود الخاص بإنتاج الكهرباء؛ مما ينعكس سلباً على البلاد. سواء بالانقطاعات المستمرة عن المنازل. أو ارتفاع أسعارها.

من المتوقع أيضاً أن تشهد الليرة السورية انهياراً كبيراً في قيمتها مقابل الدولار. وهو ما يؤثر على دخل المواطن القابع تحت سيطرة النظام السوري. خاصةً موظفي الدولة. الذين يتقاضون رواتب شبه ثابتة وبالعملة السورية. ولا تتجاوز. على أفضل تقدير 40 دولاراً شهرياً.

 

ما عواقب الدعم السوري لروسيا في حربها ضد أوكرانيا؟

لا يتوقف الدعم السوري لروسيا على الدعم السياسي فقط. بل وصل لحد تجنيد مرتزقة سوريين للقتال في أوكرانيا. ضمن صفوف القوات الروسية. حيث تركزت عمليات تجهيزهم للمشاركة في الحرب بمدن طرطوس واللاذقية ودرعا والسويداء إلى جانب بعض المناطق في ريف دمشق.

ومن غير المستبعَد أن يؤدي ذلك إلى فرض عقوبات دولية جديدة على سوريا. وهو ما يزيد الضغوط على الشعب داخل المناطق الخاضعة للنظام. مع تصاعد سياسة التقشف وتخفيض النفقات. وارتفاع أسعار الطاقة وانخفاض الدعم وارتفاع تكاليف المعيشة بشكل عام. وهو ما يتوقع معه في النهاية أن تتجه سوريا لمجاعة شاملة.

 

ما أبرز البدائل أمام النظام السوري لعلاج الأزمة؟

في المقابل تتمثل بدائل النظام السوري لعلاج تلك الأزمة في حلول تقليدية قد لا تؤتي ثمارها. مثل انتظار فصل الربيع حيث تزدهر زراعة القمح المحلي. وتنمو الأعشاب الخضراء التي قد تكون بديلاً جيداً عن الأعلاف بالنسبة للثروة الحيوانية. مع منع التصدير وترشيد النفقات والدعم.

وكذلك التعاقد على شراء 25 ألف طن من زيت دوار الشمس بتكلفة مناسبة من الصين. وإن كانت بحاجة لشهر قبل أن تصل للموانئ السورية. كما يتدخل النظام لتوفير الزيت والسلع الغذائية الأخرى بأسعار مخفضة من خلال بطاقات التموين. وإن كان هذا لا يحدث في الواقع أو يحدث بفارق زهيد.




المنشورات ذات الصلة