السبت 8 صفر 1447هـ - 2 أغسطس، 2025
الثلاثاء, 10 يونيو, 2025
يُعدّ مشروع الخصخصة الشعبية في سوريا نموذجًا جديدًا وطموحًا يعكس توجُّهًا نحو إشراك المواطنين بشكل مباشر في ملكية الموارد الوطنية، وتحويلهم من مُتلقّين للنتائج إلى شركاء فعليّين في العملية الاقتصادية. وبرغم ما يحمله هذا النموذج من إيجابيات عديدة على مستوى تحقيق العدالة الاجتماعية، وتعزيز الانتماء الوطني وتوسيع قاعدة الملكية، فإنه لا يُعدّ حلًّا عامًّا أو بديلًا شاملًا عن نماذج الخصخصة التقليدية المُعتمَدة في العديد من الدُّوَل، مثل: BOT وPPP.
فمِن حيث المبدأ، تبرز الخصخصة المجتمعية كخيار فعَّال في حالات معيَّنة، خاصةً في المؤسسات أو المشاريع ذات رأس المال المتوسط، التي يمكن تمويلها عبر مساهمات شعبية دون الحاجة إلى تمويل خارجي كبير. إلا أن تعميم هذا النموذج على كافَّة مؤسسات القطاع العام يتجاهل الواقع المالي واللوجستي المعقَّد لعددٍ من القطاعات الإستراتيجية. فهناك مؤسسات حكومية لا يمكن، ولا يجب، التخلّي عن ملكيَّتها لصالح القطاع الخاص؛ نظرًا لأهميَّتها السيادية أو لأسباب تتعلق بالأمن الوطني، مثل: قطاعات البنية التحتية.
كما أنّ العديد من مؤسسات القطاع العام السوري تحتاج اليوم إلى إعادة تأهيل بتكاليف ضخمة، تصل أحيانًا إلى مليارات الدولارات. في هذه الحالة، من الصعب الاعتماد على الملكية المجتمعية فقط كمصدرٍ للتمويل، في ظل محدودية القدرة الشرائية لمعظم المواطنين نتيجة تدهور الدخل وارتفاع معدَّلات الفقر. لذا فإن الشراكات مع القطاع الخاص -سواءٌ المحلي أَم الأجنبي- تصبح خيارًا واقعيًّا لا يمكن تجاهُله، خاصةً إذا رافقها تنظيم قانوني صارم يضمن العدالة والشفافية ومنع الاحتكار.
من جانبٍ آخر، فإنّ بعض المشاريع ذات الطبيعة التقنية المعقَّدة تتطلب خبرات تنفيذية وإدارية غير مُتوفّرة محليًّا؛ مما يفرض الحاجة إلى التعاقد مع شركات دولية تمتلك التكنولوجيا والقدرات الإدارية اللازمة، وهو ما يتوفّر في نماذج مثل: BOT وPPP. وفي مرحلة إعادة الإعمار التي قد تتجاوز تكلفتها 300 مليار دولار، لا يمكن الركون فقط إلى نموذج الخصخصة الشعبية لتأمين هذه الموارد.
الخلاصة أنّ مشروع الخصخصة الشعبية يحمل رؤيةً وطنيةً أصيلة تستحق النقاش والتطبيق في أُطُر محدَّدة، لكنه لا يمكن أن يشكّل بديلًا شاملًا أو وحيدًا لنماذج الخصخصة الأخرى. بل إن الأفضل هو تبنّي نموذج هجين يراعي خصوصية كل قطاع ومؤسسة، ويوازن بين السيادة الوطنية والكفاءة الإدارية والاستدامة المالية، ويضع في الحسبان المصلحة العامة بعيدًا عن أي تعميم مُفرط أو إقصاء لنماذج الخصخصة التقليدية التي أثبتت نجاعتها في العديد من الدول.
بعد سيطرة إسرائيل الكاملة على الأجواء الإيرانية؛ أصبح الطيران الإسرائيلي يتمتّع بحرية حركة واسعة فوق سماء إيران، ما خفَّض بشكل كبير من خطر إسقاط الطائرات....
مع بداية الحرب الإسرائيلية الإيرانية؛ بَدَت طهران غير قادرة على الصمود. إيران التي تباهت بنفوذها الإقليمي وقدراتها الدفاعية، وجدت نفسها مكشوفةً وضعيفةً أمام ضربة مُركَّزة....
التصعيد الأخير بين إيران وإسرائيل له تداعيات اقتصادية مباشرة وغير مباشرة على المستوى الإقليمي والدولي، وظهرت تداعيات التصعيد من خلال ارتفاع سعر النفط بنسبة 5%،...
يتَّخذ الصراع الأمريكي الصيني طابعًا اقتصاديًّا في جوهره، لكنّه يتَّسع ليشمل التكنولوجيا، لا سيما الذكاء الاصطناعي، باعتباره سلاح المستقبل. فمَن يمتلك زمام التكنولوجيا، يسيطر على...
منذ توقيع اتفاقية سايكس بيكو عام 1916، والشرق الأوسط يعيش حالة دائمة من التوتر وعدم الاستقرار. على مدى أكثر من قرن، شهدت المنطقة عشرات الانقلابات...
تُعدّ أزمة العقارات في سوريا أزمة قديمة متجدّدة، تمتد جذورها إلى بداية السبعينيات من القرن الماضي. فقد أهمَل نظام الأسد الأرياف والمدن الصغيرة، ما شجّع...
يتّجه الاقتصاد السوري نحو انفتاحٍ واسعٍ بعد رَفع العقوبات الأوروبية، وتعليق جزء مُهِمّ من العقوبات الأمريكية، ما يُمثّل فرصةً لإنعاش الاقتصاد على عدة مستويات. هذا...
عودة سوريا إلى نظام سويفت خطوة مهمة بالاتجاه الصحيح نحو الانتعاش الاقتصادي، لكنها لا تكفي. هي بحاجة لخطوات تالية تعقبها حتى يلمس السوق النتائج المتوقّعة،...
توفير حوامل الطاقة في سوريا يُعدّ خطوة مُهمَّة لإنعاش الاقتصاد، ولا يمكن الحديث عن دعم الإنتاج في ظل غياب حوامل الطاقة، وخاصةً الكهرباء. لذلك توريد...
يُواجه السوق النقدي في سوريا تحدّيات كبيرة في ظل الانخفاض المتواصل والتذبذب الحادّ في قيمة الليرة السورية؛ ما يتطلب تدخُّل البنك المركزي لضبط السوق، لكن...
يُواجه قطاع العقارات في سوريا منذ عقود طويلة تحدّيات مزمنة، جعلته من أكثر القطاعات تعقيدًا وصعوبةً على صعيد التملك أو الاستثمار. وتُعدّ أسعار العقارات في...
sdasadasd