الأربعاء 22 رجب 1446هـ - 22 يناير، 2025

  • الرئيسية
  • /
  • الأثر الاقتصادي والسياسي العالمي للحرب الروسية الأوكرانية
  • الملفات
  • الباحثون تقرير خاص- مركز ترندز للدراسات الاقتصادية
الكلمات الدليلية
    الحرب الروسية الأوكرانية، روسيا، أوكرانيا، الأزمة الروسية الأوكرانية، الصراع الروسي
ملفات التحميل

نظراً للأهمية الاستراتيجية لأوكرانيا التي تمتلك موقعاً جغرافياً حيوياً وهو ما جعلها باستمرار نقطة تجاذب سياسي وعسكري بين الدول الكبرى. فموقعها على البحر الأسود وتوسطها بين روسيا والاتحاد الأوروبي جعل منها منطقة استراتيجية لمختلف الدول الكبرى. فروسيا ترى فيها حديقة خلفية لها ونطاق أمن استراتيجي. والاتحاد الأوروبي يرى فيها قاعدة متقدمة في مواجهة روسيا.

تزامناً مع بداية الأزمة الروسية الأوكرانية فرضت القوى الغربية وحلفاؤها عقوبات اقتصادية على روسيا. تمثلت في فرض حظر اقتصادي على بعض البنوك والشركات والشخصيات السياسية الروسية. مع حظر النفط الروسي. وأوقفت ألمانيا مشروع خط الغاز مع روسيا. وحظرت بريطانيا التعامل مع خمسة بنوك روسية.  كما شملت العقوبات أيضاً إبعاد روسيا من نظام التبادل المالي “سويفت”. وهو ما أضعف من عمل البنوك الروسية.

ومن أجل استعراض أبرز الآثار السياسية والاقتصادية للحرب الروسية الأوكرانية أصدر مركز ترندز للدراسات الاقتصادية تقريراً جديداً عن الأزمة وتداعياتها السياسية والاقتصادية على العالم.

أشار التقرير إلى أن القوى الغربية اعتبرت أن الحرب الروسية على أوكرانيا بمثابة اختبار قوي وحقيقي لقدرتها على مواجهة التهديد الروسي. فالصمت الغربي دون فرض عقوبات على روسيا بعد هجومها على أوكرانيا يعد هزيمة سياسية واضحة للغرب. وفرض العقوبات في هذا التوقيت أيضاً كان بمثابة ضربة قاصمة للاقتصاد العالمي الذي كان لا يزال يتعافى من آثار جائحة كورونا.

من ناحية أخرى أضاف التقرير أن مما زاد الأمر سوءاً بالنسبة للاقتصاد العالمي أنه ما إن تنفس العالم الصعداء عقب تعافيه اقتصادياً ولو مؤقتاً من تداعيات تفشي جائحة كورونا. وتخفيف إجراءات الإغلاق الاقتصادي. حتى جاءت الحرب الروسية الأوكرانية. وما تلاها من عقوبات اقتصادية على موسكو. وتضرر سلاسل الإمداد. ما أدى إلى ارتفاعات ضخمة في أسعار النفط والذهب والقمح والحبوب والأسمدة عالمياً. وتراجع المخزونات الدولية من السلع الضرورية.

في الحقيقة أكد التقرير أن مؤشرات الاقتصاد العالمي تتحرك وفقاً لمعطيات الحرب الروسية الأوكرانية. حيث إن نتائج الحروب لا تقاس بالنصر العسكري فقط. فالموقف الاستراتيجي والاقتصادي هو الأهم دولياً. فروسيا قد تحقق انتصاراً عسكرياً ما. لكنها على المستوى الاستراتيجي ستتعرض لخسائر ضخمة. فعلى المدى الطويل للحرب دخل الاقتصاد الروسي في انكماش حاد قد تطول مدته. إضافةً لعزلة سياسية قد تؤثر على المدى الطويل على المجال الحيوي الروسي وعلى قوتها الناعمة.

من جهة أخرى اعتبر التقرير أن تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية لن تقتصر فقط على انتصارات عسكرية أو هزائم لأحد الطرفين. بل لها العديد من النتائج والتداعيات السلبية الاقتصادية والاجتماعية والجيوسياسية على مستوى دول العالم. وعلى التكتلات الدولية وعلى النظام العالمي ككل.

 

كما توقع التقرير استمرار الغلاء وتذبذب الأمن الغذائي العالمي مع طول أمد الحرب في أوكرانيا التي تعد بمثابة سلة خبز العالم. وكذلك بسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا التي تحد من صادرات الشعير والقمح والزيوت والذرة والحبوب والسكر والأسمدة. ما أدى وسيؤدي إلى مزيد من ارتفاع أسعار المواد الغذائية. ونقص المواد الأساسية. ومعاناة مختلف دول العالم جراء آثار الصراع اقتصادياً وسياسياً.

في النهاية خلص التقرير إلى أن الحرب في أوكرانيا قد أدت إلى كثير من التغيرات الضخمة في الموازين السياسية والاقتصادية بدول العالم أجمع. مشيراً إلى أن تغير الأوضاع السياسية. وتشكل تحالفات وتكتلات سياسية جديدة. وشدة سباق التسلح في أوروبا. وتداعيات الأزمات الاقتصادية العالمية هي أبرز نتائج الحرب الروسية على أوكرانيا حتى الآن.