الخميس 23 رجب 1446هـ - 23 يناير، 2025

  • الرئيسية
  • /
  • /
  • هل ورّطت الولايات المتحدة أوروبا في الحرب بأوكرانيا؟

هل ورّطت الولايات المتحدة أوروبا في الحرب بأوكرانيا؟

img

الأربعاء, 20 أبريل, 2022

إصرار الولايات المتحدة على عدم إرسال قوات عسكرية لأوكرانيا مع استمرار الحملة العسكرية الروسية. قد يفسره البعض بأنها رغبة في عدم اندلاع حرب عالمية ثالثة. لكنه أيضاً قد يكون رغبة في مزيد من الضغط على أوروبا. لتخرج الأخيرة من عباءة روسيا التي تبسطها على دول القارة من خلال توريد الغاز. والسؤال هنا: هل ورّطت الولايات المتحدة أوروبا في الحرب بأوكرانيا؟

كيف تدخلت الولايات المتحدة في الحرب الروسية الأوكرانية؟

طرفا الحرب الروسية الأوكرانية قوة أوروبية (روسيا) وأخرى غير أوروبية (الولايات المتحدة). اللذان يستخدمان دولة ثالثة (أوكرانيا) لتحقيق أهداف جيوستراتيجية. فروسيا في حالة حرب مع أوكرانيا التي تسعى للانضمام لحلف الناتو المُعادي لموسكو وتقوده الولايات المتحدة. فما دور أوروبا؟

منذ نهاية الحرب الباردة تسعى الولايات المتحدة لتعميق هزيمة روسيا. ليس فقط على المستوى السياسي. بل على المستوى الاقتصادي أيضاً. من خلال تقليم أظافرها وتقويض نفوذها الذي اكتسبته من مواردها الطبيعية. وأبرزها الغاز الطبيعي. والذي تُصدّر منه 40% لأوروبا.

من وجهة نظر الناتو فإن الهدف من الحرب في أوكرانيا هو إلحاق هزيمة غير مشروطة بروسيا. ويفضل أن تؤدي إلى تغيير النظام في موسكو. أما الولايات المتحدة فمع اتفاقها على هذا الهدف مع الناتو. لكن لها أهداف أخرى تتمثل في الإيقاع بين أوروبا وموسكو.

إحداث الوقيعة والخروج الأوروبي من العباءة الروسية. يمكن أن يحدث من خلال العقوبات التي فرضتها أمريكا نفسها بالتعاون مع دول أوروبية. أو رد الفعل الروسي نفسه إزاء تلك العقوبات. بفرض الروبل كعملة رسمية للحصول على الغاز من الدول غير الصديقة.

ما هو الموقف الأوروبي من الحرب الروسية الأوكرانية؟

أوروبا الآن ليست سوى زاوية صغيرة من العالم. والتي ستجعلها الحرب في أوكرانيا أصغر. فخلال قرون طويلة كانت أوروبا مجرد الطرف الغربي لأوراسيا. أو مساحة اليابسة الضخمة التي امتدت من الصين إلى شبه الجزيرة الأيبيرية. وشهدت تبادل المعرفة والمنتجات والابتكارات العلمية والثقافات.

لكن بعد الحرب في أوكرانيا. خاصةً إذا استمرت لفترة طويلة. فهناك العديد من المخاطر التي يمكن أن تصيب القارة العجوز. ليس فقط بتر إحدى القوى التاريخية في أوروبا وهي روسيا. ولكن أيضاً عزلها عن بقية العالم. ولا سيما عن الصين. وهو أمر يخدم المصالح الأمريكية بشكل كامل.

ما خسائر أوروبا من الحرب في أوكرانيا؟

صحيح أن البعض يرى أوروبا والولايات المتحدة يقفان بغطرسة ضد روسيا. وربما يكونا قادرين على الفوز بالمعركة على الأرض. ولكنهما في طريقهما إلى هزيمة أكيدة في حرب التاريخ. حيث يعيش أكثر من نصف سكان العالم في دولٍ قرّرت عدم الانضمام إلى العقوبات المفروضة على روسيا.

العقوبات ضد روسيا قد تؤثر على أوروبا نفسها. حيث بدأت دول مثل ألمانيا وفرنسا البحث عن بديل لتوريد الغاز. سواء من إيران أو فنزويلا أو غيرهما. وهو ما سيكون له تكلفة سياسية ومادية أكبر بلا شك من الغاز الروسي. ومع فرض الروبل كعملة ضرورية للحصول على الغاز يزداد طين أوروبا بلة.

وعلى مستوى السياسات الداخلية تغيرت السياسة بالدول الأوروبية الكبرى. فلأول مرة منذ سنوات توافق الحكومة الألمانية على زيادة الإنفاق الدفاعي في ميزانيتها السنوية. وأصبحت الدول التي عارضت فتح الاتحاد الأوروبي أمام اللاجئين من سوريا وأفغانستان ترحب باللاجئين من أوكرانيا على خط المواجهة.

في النهاية حتى عقوبة عزل روسيا من نظام سويفت المالي تحوّلت بأثر سلبي على أوروبا. فكيف يمكن للدول التي أنشأت هذا النظام بهدف حماية المعاملات الاقتصادية من التدخل السياسي. الوثوق في النظام نفسه. بعد أن تمت إزالة دولة عظمى منه لأسباب سياسية؟!




المنشورات ذات الصلة