يبدو مستقبل النظام السوري في ظل الحرب الروسية الأوكرانية قاتماً. فالمؤشرات الحالية تشير لانهيار اقتصادي كامل قد يصل بسوريا لحافة الهاوية. من إفلاس ومجاعة ومشاكل أخلاقية واجتماعية. وبامتداد الخط على طول استقامته فنظام بشار الأسد لن يتحمل مزيداً من الضربات الاقتصادية. والتي تهدده بثورة جديدة تزيحه من الحكم. والسؤال هنا: ما توقعات مستقبل القضية السورية بعد الصراع الروسي الأوكراني؟

ما فرص حصول النظام السوري على دعم من روسيا أو إيران؟

على المستوى الخارجي ينعدم أمل النظام السوري في الحصول على دعم من روسيا أو إيران. فالجميع بات يبحث عن مصلحته. ولا مجال لتحالف سياسي أو اقتصادي مع دولة خاسرة. كما أن روسيا تشلّها العقوبات الغربية المفروضة عليها. وإيران ستتنفس الصعداء في حال رفع العقوبات عليها. ولن تضحي برفعها مقابل دعم سوريا.

داخلياً يعيش نظام بشار الأسد حالة من الفوضى والخسائر الاقتصادية. بسبب الحصار الغربي وحزمة العقوبات المفروضة عليه. أبرزها قانون قيصر. مع انخفاض مستوى المعيشة. وتراجع متوسط دخل الفرد لأقل من 30 دولار شهرياً. علاوة على انهيار العملة والقدرة الشرائية وزيادة التضخم. وهو ما يحبط أي محاولة للاكتفاء الذاتي.

بالإضافة إلى ذلك فإن استمرار ارتفاع أسعار السلع الغذائية بالوتيرة الحالية قد يفاقم حالة انعدام الأمن الغذائي. ليصل لأكثر من 12.4 مليون سوري لما دون خط الكفاية وفق توقعات برنامج الأغذية العالمية. بزيادة 5.4 مليون على عام 2019م. ويزداد الوضع صعوبة باستمرار الجفاف وشح المياه الذي عانت منه البلاد مؤخراً.

ما الاحتمال الوحيد الضعيف لنجاة النظام السوري؟

في النهاية الاحتمال الوحيد الضعيف لنجاة النظام السوري يتمثل في انتصار روسيا عسكرياً وسياسياً واقتصادياً على الغرب. بشكل لا يمنح الأخير أي قدرة على التفاوض أو الحصول على امتيازات. وحينها فقط قد تفرض إدارة بوتين مطالبها السياسية في الشرق الأوسط. ومن بينها تسوية الملف السوري على هوى نظام بشار الأسد.