الأربعاء 22 رجب 1446هـ - 22 يناير، 2025

ما أسباب ودلالات اتجاه الشركات التكنولوجية لقطع علاقتها من الصين؟

img

الأربعاء, 10 مايو, 2023

تتجه العديد من كبرى الشركات التكنولوجية الدولية لتقليل اعتمادها على الصين كمورد رئيس للرقاقات الإلكترونية. وتسعى للبحث عن بديل. وهو ما يشير إلى أن الحرب التجارية بين الغرب والصين لم تنتهِ بعد. ولكنها بدأت تأخذ شكلاً جديداً. وهو ما يشي باحتمال تصاعد الخلاف التجاري مستقبلاً.

ما أسباب ابتعاد الشركات التكنولوجية عن الصين؟

في الحقيقة تسعى الشركات التكنولوجية الكبرى لتقليل اعتمادها على الصين حتى تقلل من تأثرها باضطرابات سلاسل التوريد. خاصةً أن قطاع النقل البحري لمَّا يتعافى بشكل تام من تبعات أزمة كورونا والإغلاق الاقتصادي. كما أن المخاطر الجيوسياسية من حدوث صراع عسكري أو تجاري بين أمريكا والصين قد تهدد من استقرار عمل هذه الشركات.

كما أن الحكومات الغربية تدعم توجه هذه الشركات بالابتعاد عن الصين. وذلك كردة فعل ضد صعودها الاقتصادي. وتقليل تغلغلها في السوق الغربية. فالولايات المتحدة قدمت حوافز مالية بقيمة 52 مليار دولار للشركات التكنولوجية لدعم إنتاج أشباه الموصلات. والاتحاد الأوروبي قدم دعماً بـ 48 مليار دولار.

بالطبع يخشى الغرب من الصعود التكنولوجي والاقتصادي للصين. ويسعى للحد من هذا الصعود عن طريق العقوبات وتحفيز الشركات على مقاطعة الصين. فالولايات المتحدة فرضت غرامةً ماليةً على شركة “Seagate” الأمريكية بقيمة 300 مليون دولار. بسبب بيعها أقراصاً صلبة لشركة هواوي بصفقة بلغت قيمتها 1,1 مليار دولار.

ما أثر الابتعاد عن الصين على الشركات الغربية؟

من جهة أخرى من المتوقع أن يتراجع نشاط هذه الشركات التي قررت الابتعاد عن الصين لمدة لا تقل عن خمس سنوات. إذ إن توفير بديل عن الصين لن يتم خلال فترة قصيرة. كما أن التصنيف الائتماني لهذه الشركات قد يتراجع. لكنها تأمل أن تتخلص من تبعات هذا الأمر بعد خمس سنوات.

بالإضافة إلى ذلك من غير المتوقع أن تنجح الشركات التكنولوجية الغربية في الاستغناء التام عن الصين. ففي أفضل الأحوال قد تقوم بتقليل اعتمادها على أشباه الموصلات الصينية. كما أن هذه الشركات ستكون قد خسرت السوق الصيني الذي يعد أحد أكبر الأسواق التكنولوجية في العالم.




المنشورات ذات الصلة