الخميس 23 رجب 1446هـ - 23 يناير، 2025

ما الموقف الأمريكي من التقارب العربي مع النظام السوري؟

img

الأحد, 7 مايو, 2023

تبدو المعارضة الأمريكية للتقارب مع النظام السوري شكلية. فعلى الرغم من التحذيرات الأمريكية لأي دولة تتعامل مع النظام السوري. إلا أن العديد من مسؤولي الدول العربية يزورون دمشق دون أي إجراءات أمريكية رادعة. فالموقف الأمريكي يبدو أنها إعلامي أكثر منه سياسي.

في الحقيقة يبدو أن إدارة باين لا تتعامل مع الملف السوري على أنه أولوية. فهي لا تكترث للتطبيع معه أم لا. على عكس إدارة ترامب السابقة. فانتقل الخطاب من “لا يجب أبداً التعامل مع النظام السوري”. إلى “لا تشجع الولايات المتحدة التقارب مع نظام الأسد”. وشتان بين الخطابين وهو ما يعكس الموقف الأمريكي اللامبالي بالقضية السورية.

من جهة أخرى صرّحت مساعدة وزير الخارجية الأمريكية باربرا ليف للشركاء العرب: “إذا كان لديكم نية التعامل مع النظام فعلى الأقل يجب أن تحصلوا على شيء مقابل ذلك”. وهذا الشيء يقصد به تنازلات سياسية أو إبعاد لإيران عن سوريا أو ملف المخدرات. ولكنه على الأغلب لا يتعلق بالقضايا الإنسانية وملف حقوق الإنسان.

بالطبع ما كانت الدول العربية تسعى للتقارب مع النظام دون وجود ضوء أمريكي ضمني. فالولايات المتحدة ذاتها منحت حكومة الأسد بعض الاستثناءات من العقوبات عقب زلزال 6 فبراير. وهذا النهج يعزز من ضعف الموقف الأمريكي بالنسبة للقضية السورية.

بالإضافة إلى أن الدول العربية القائدة للتقارب مع النظام تعتقد بأنه لا يحق للولايات المتحدة الأمريكية الاعتراض على التقارب. كونه يسعى لحل مشكلات تعاني منها هذه الدول. وعلى رأسها ملف المخدرات. والذي لم تتمكن العقوبات الأمريكية من إيقافه.

في النهاية تشكل قضية المخدرات الهاجس العربي الأكبر. وهو ما يجعل موقفها قوياً نسبياً أمام الولايات المتحدة. وهنا لا بد من الاعتراف بأن الأسد تمكن من تهديد العديد من الدول العربية بالمخدرات. وتمكن بنجاح من تحويل سوريا إلى مصدر رئيس للمخدرات.




المنشورات ذات الصلة