الثلاثاء 17 شوال 1446هـ - 15 أبريل، 2025
الإثنين, 7 مارس, 2022
10
صنفت أزمة اللاجئين السوريين على أنها أكبر أزمات اللجوء. وأصبحت أعظم أزمة إنسانية في عصرنا. حيث أجبر الملايين على ترك أماكن سكنهم وأعمالهم وأملاكهم واللجوء للعديد من الدول. وحسب بيانات المفوضية السامية للأمم المتحدة عام 2021 فقد وصل عدد اللاجئين السوريين 6.6 مليون حول معظم دول العالم وقاراتها. أغلبهم في دول الجوار وبعض الدول الأوروبية.
بين صيف 2015 وربيع 2016 وصل مئات آلاف اللاجئين من اليونان عبر البحر مرتحلين شمالاً. وذلك عبر ما يسمى طريق البلقان إلى شمال وغرب أوروبا وألمانيا تحديداً. على وجه التحديد تستقبل تركيا أكبر عدد من اللاجئين السوريين 3.6 مليون. ولبنان 865000. والأردن 665000. والعراق 243000. ومصر 131000. في حين تستقبل ألمانيا 790000. والسويد 100000. وينتشر البقية في دول عدة مثل بلجيكا وهولندا… إلخ.
يعرف عن الشعب السوري حبه للعمل والتزامه بواجباته وارتفاع إنتاجيته وتوليه مناصب متنوعة إدارية عبر التاريخ الحديث خارج بلده. هذه الصفات الإيجابية للعمالة السورية انتقلت عبر حركة اللجوء لتصل إلى أوروبا. إلا أن مشكلة التفاعل واللغة كانت العائق الأساسي للعديد من اللاجئين السوريين في أوروبا وخاصة من أصحاب المهن.
في الحقيقة لم تكن الدول الأوروبية بحاجة إلى الأجانب من ذوي المهارة الفائقة الحاصلين على الشهادات العليا واللغات الأجنبية والمحلية. بل كانت بحاجة إلى العمالة الأقل تعليماً التي تتقن المهارات الفنية. وهذا ما بدا واضحاً في ألمانيا.
ساهم اللاجئون السوريون في سد الحاجة من الأيدي العاملة للشركات الأوروبية وخصوصاً الألمانية. حيث كانت ثلث الشركات الألمانية تبحث عن موظفين من الخارج لملء الفجوة في قوة العمل لديهم. كما أن نقص الأيدي العاملة كان كبيراً لدرجة أن وكالة التوظيف الفيدرالي تراه عائقاً رئيسياً أمام النمو المستقبلي. وتظهر المسوحات أن 80% من الشركات الألمانية كانت عازمة على تدريب وتوظيف اللاجئين الذين لم يكونوا يواجهون خطر الترحيل.
كما أن 49% من اللاجئين السوريين الذين وصلوا بين عامي 2013 و2018م يعملون حالياً إما بوظائف دوام كامل أو دوام جزئي. 55% منهم من العمالة الماهرة. و44% منهم من العمالة غير الماهرة.
عانت شركات أوروبية عديدة من نقص حادّ في الأيدي العاملة تم التخفيف منه بفضل اللاجئين السوريين. ووفقاً لدراسة أجرتها غرفة التجارة والصناعة الألمانية عام 2019م كان 56% من الشركات الألمانية عاجزاً عن إيجاد العمالة التي يحتاج إليها. وكان هناك نحو 207.000 شاغراً للتدريب المهني. ومن بين شواغر التدريب المهني التي شغلت كان 15% منها يعود للاجئين السوريين الذين وصلوا في 2015 و2016م.
من جهة أخرى أدى وصول اللاجئين السوريين إلى نمو الاستثمار في قطاع التعليم والتدريب في أوروبا. حيث التحق نحو 23% من اللاجئين البالغين بنظام التعليم العام. وخضع نحو الثلث منهم للتدريب المهني. وألحق 98% من أبناء اللاجئين بالمدارس. وتمكن ثلثا هؤلاء من اجتياز الامتحان النهائي. وكان 60% منهم إما في سلك العمل أو منخرطين في برنامج تعليمي ما.
كما ساهمت الأيدي العاملة منهم في تحقيق النمو الاقتصادي المستقبلي. ومنع انكماش الاقتصاد مستقبلاً في العديد من الدول الأوروبية وبشكل خاص ألمانيا. وفقاً لمعهد أبحاث التوظيف التابع لوكالة التوظيف الفيدرالي. فإنه بدون مزيد من المهاجرين فإن قوة العمل الألمانية التي يبلغ تعدادها حالياً 45.5 مليون موظف. ستتقلص إلى 30 مليون موظف فقط بحلول 2060. وهو ما سيؤدي إلى انكماش الاقتصاد درامتيكياً. كما أن ألمانيا ستحتاج إلى 400.000 عامل سنوياً لكي تحافظ على قوتها الاقتصادية. وسيساهم اللاجئون السوريون في تأمين جزء من العمالة اللازمة مستقبلاً.
تعد تجربة اللاجئين السوريين في ألمانيا من أفضل التجارب في أوروبا. حيث تمكنت الحكومة الألمانية من الاستفادة من مهاراتهم الفنية. إضافة إلى استقطاب العديد من المهارات المتميزة للعديد من الأطباء وأساتذة الجامعات الذين ساهموا في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وعلى الرغم من محدودية استثمارات اللاجئين السوريين في أوروبا. إلا أنه لُوحظ وجود بعض التجارب في مجال المطاعم والسياحة تعد مقبولة وفقاً لإمكانات اللاجئين الذين نزحوا خلال فترة الحرب.
في النهاية تعددت الفوائد الاقتصادية للاجئين السوريين في أوروبا. وكانت الأيدي العاملة المهنية أهم الفوائد التي تساهم في تأمين حاجة الشركات والمصانع الضرورية منها. والتي ساهمت في تحسين الواقع الاقتصادي لدول اللجوء وبشكل محدد في القطاع الخاص. كما تلعب هذه العمالة دوراً مهماً في المستقبل الاقتصادي لهذه الدول
تجاوز ديون المقرضين الأمريكيين لبنوك الظل مبلغ التريليون دولار يعني الكثير من المخاطر على الاقتصاد. فبنوك الظل لا تعمل تحت مظلة الفيدرالي الأمريكي. ولا تخضع...
يعد مشروع نفق خور الزبير في مدينة البصرة جنوبي العراق أحد المشروعات المنتظرة خلال العام الجاري. والتي من المتوقع لها أن تنافس قناة السويس. وتختصر...
مما لا شك فيه أن المجتمع الدولي بأسره يتحمل جزءاً من الأزمة في شمال سوريا. فعلى الأقل خلال الهدوء الذي ساد المنطقة في العامين الماضيين...
تتجه العديد من كبرى الشركات التكنولوجية الدولية لتقليل اعتمادها على الصين كمورد رئيس للرقاقات الإلكترونية. وتسعى للبحث عن بديل. وهو ما يشير إلى أن الحرب...
تبدو المعارضة الأمريكية للتقارب مع النظام السوري شكلية. فعلى الرغم من التحذيرات الأمريكية لأي دولة تتعامل مع النظام السوري. إلا أن العديد من مسؤولي الدول...
بعد مرور أكثر من عقد على الحرب بسوريا ما تزال غالبية الجغرافيا السورية تعاني من واقع اقتصادي متردٍ. وهذا ينسحب بشكل مباشر على مناطق سيطرة...
تشهد حوامل الطاقة في العالم أجمع ارتفاعات قياسية مدفوعة بعوامل اقتصادية وسياسية. وعلى رأسها تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية. إضافة لأزمة التضخم العالمي وأزمة سلاسل التوريد....
عانى الشمال السوري من ويلات الحرب أكثر من غيرها من مناطق سوريا. خاصةً مع احتلال داعش المنطقة. حيث كانت الرقة العاصمة المزعومة للتنظيم. ما أدى...
يعد الكساد الاقتصادي من المصطلحات الشائعة في علم الاقتصاد. ويعد من الأزمات التي تصيب الدول وقد تصيب الاقتصاد العالمي. ويرتبط الكساد بآثار اقتصادية واجتماعية حادة...
غالباً ما يُنظر للاجئين السوريين على أنهم عبء اقتصادي على الدول المضيفة لهم. وأن قضية دمجهم في سوق العمل لا تخرج عن كونها واجباً إنسانياً....
الحرب والثورة كالبتر دوماً. كما يجلبان الحقوق فإنهما يحتاجان إلى عملية كيّ حتى يتوقف النزيف وتتوقف الآلام وتلتئم الجراح. هذا هو الحال في كل ثورة....
مما لا شك فيه أن قياس قوة الدولة لا يرتكن فقط إلى دانات المدافع وتعداد الجنود. فتلك تسمى القوة الدراماتيكية أو العسكرية. ولكن هناك ما...
sdasadasd