الأربعاء 22 رجب 1446هـ - 22 يناير، 2025

ما حجم الاستثمار الزراعي ودوره في تنمية الشمال السوري؟

img

الخميس, 31 ديسمبر, 2020

يعتقد البعض أن كلمة الاستثمار محصورة في إنشاء المصانع والمنشآت العملاقة. وما دون ذلك لا علاقة له بالاستثمار. وهذا المفهوم خاطئ كلياً. فالاستثمار يُقصد به دمج عناصر الإنتاج للحصول على مخرجات مادية وخدمية. وفي غالبية الأحيان يكون للاستثمارات الصغيرة نسبياً أثر اقتصادي أوضح من تلك الكبيرة.

 

ما أهمية الاستثمار الزراعي؟

لا يقل الاستثمار الزراعي أهميةً عن الاستثمار الصناعي والتكنولوجي. وتزداد أهميته في الدول الفقيرة والمنكوبة كسوريا. وذلك كون هذه الاستثمارات سريعة العوائد. والدورة الإنتاجية لها لا تتعدى الأشهر. إضافةً لقدرتها العالية على استيعاب أعداد كبيرة من العمالة. مما يجعلها فعالةً في معالجة البطالة.

إن الواقع الاقتصادي المتردي الذي تعيشه سوريا يفرض العمل لتحفيز الاستثمار. ويعتبر الاستثمار الزراعي في سوريا الأنسب في المرحلة الأولى. فهو لا يحتاج لبنية تحتية ضخمة ولا لتمويل كبير. كما يحفز الاستثمار الزراعي الصناعات التحويلية. ويحقق تكاملاً في الدورة الإنتاجية. فالصناعات الغذائية والتحويلية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالاستثمار الزراعي المباشر.

 

هل الشمال السوري بيئة مناسبة للاستثمار الزراعي؟

تعتبر مناطق الشمال السوري بيئةً مناسبةً للاستثمار الزراعي. فهي صالحة للزراعة. وتتوفر فيها العمالة المطلوبة والأسواق اللازمة لتصريف الإنتاج داخلياً وخارجياً. وتشهد استقراراً سياسياً وأمنياً مقبولاً يسمح بالبدء في تنشيط الاستثمار.

إن الإنتاج الزراعي في مناطق الشمال السوري يشجع على الاستثمار في هذا الجانب. فهي تنتج سنوياً 200 ألف طن من الشعير و110 آلاف طن من القمح. وتنتج مدينة عفرين وحدها ما يزيد على 14,400 طن من الرمان. وتنتج 270 ألف طن من زيت الزيتون. ناهيك عن آلاف الهكتارات الصالحة للزراعة وغير المستثمرة.

 

كيف يمكن تشجيع الاستثمار الزراعي؟

إن تشجيع الاستثمار الزراعي في سوريا عموماً وفي الشمال السوري خصوصاً يبدأ من الاهتمام بالقطاع الزراعي كمرحلة أولى. وفي المرحلة الثانية يتم تحسين البيئة التشريعية لاستقطاب الاستثمارات. وفي المرحلة الثالثة يتم المباشرة في الاستثمار.

 تشمل الاستثمارات الزراعية التي من الممكن مباشرتها في الشمال السوري استصلاح الأراضي الزراعية وإنشاء معاصر الزيتون ومعامل تعليب الخضار والفواكه. وشركات التصدير ومحالج الأقطان ومطاحن القمح وغيرها.

لا بد قبل البدء في مراحل الاستثمار من القيام بحملات ترويج استثمارية. كإصدار كتيبات توزع على المستثمرين توضّح آفاق الاستثمار في الشمال السوري. ويمكن إرفاقها بنماذج عن دراسة جدوى لأحد الاستثمارات. وتوضيح لعناصر الإنتاج الموجودة والتي من الممكن البناء عليها.




المنشورات ذات الصلة